ما هو المانجا؟

إنّ المانجا (بالإنجليزيّة: Manga)، أو كما هي باليابانية (漫画)، مُصطلح يُشير إلى جميع أنواع الكوميديا والرسوم المتحركة، ويختصّ فن المانجا بالرّسوم الهزلية المُنتجة على الطريقة اليابانية فقط، وإنّ أوّل عمل ياباني ضخم بفن المانجا الذي اقتحم أسواق الإنتاج الكرتوني هو "Astro Boy" الذي أعدّه الفنان (Osamu Tezuka) ونُشر في عام 1952.^[١]

تاريخ المانجا ونشأتها

ابتُكِرَ مُصطلح المانجا على يد الفنان هوكوساي (Hokusai)، وهو فنان مُبدِع عاش من 1760 - 1849 وترك أكثر من 30 ألف عمل، وفي الواقع، كان يُمثّل فنّ المانجا في البداية لفائف صور تم إنشاؤها خلال القرنين السادس والسابع من قبل الرهبان البوذيين، وكان يُستخدَم بهذه اللّفائف الرموز الشائعة مثل أزهار الكرز، والأوراق الحمراء،^[٢] ويقول البعض أنّ أصل المانجا قد يعود إلى مخطوطات القرن الثاني عشر، لكن الكثيرين يجادلون في هذا الأمر بسبب أسلوب القراءة الذي يبدأ من اليمين إلى اليسار لكتب المانجا المُصوّرة.

ويجدُر بالذّكر أنّه قد تم نشر أول مجلة مانجا (Eshinbun Nipponchi) في عام 1874 من قبل كاناجاكي روبون (Kanagaki Robun) وكاوانابي كيوساي (Kawanabe Kyosai)، ولكن لم تُحقق هذه المجلّة في بادئ الأمر نجاحًا، إذ تمّ إيقاف إصدارها بعد ثلاثة إصدارات فقط، وبعد ذلك بدأت تظهر أعمال المانجا بتطوُّر ملحوظ خلال فترة القرن الثّامن عشر والقرن التّاسع عشر، وقد شمل تسلسل أعمال المانجا مزيج من العناصر وخاصةً الكلمات والصور، وكانت الكلمات مرادفة للاحتياجات الاجتماعية والاقتصادية لليابان، بينما كانت الصور مرتبطة إلى حد كبير بفن الجرافيك الصيني، وبعد الحرب العالمية الثانية، تم تشكيل المانجا وِفقًا للثقافة الأمريكية المستمدة من التلفزيون، والأفلام، والرسوم المتحركة، والكتب المصورة.^[٣]

خصائص المانجا

يُعرَف أُسلوب المانجا الفنّي بأنّه أسلوب فنّي يُستخدَم في الكتب المصورة والروايات المصورة اليابانية، ويتميز بتضخيم ملامح الوجه والألوان الزاهية،^[٤] وعلى الرغم من أنّ المانجا تغطي مجموعة واسعة من الفنّ، ولكل فنانٍ أسلوبه الخاص، إلا أن المانجا تتميّز بإبراز العاطفة والمشاعر بشكلٍ مُبالَغ، فعلى سبيل المثال إذا توتّرت إحدى الشّخصيات المرسومة، سيُلاحِظ المُشاهِد أو القارئ بأنّ الوريد قد برَز من جبين الشخصية لإظهار التوتر، أو مثلًا ستظهر قطرات العرق للتعبير عن القلق في حال كانت الشّخصيّة مُتوترة، ومن إحدى الأمثلة كذلك، رسم عُيون الشّخصيّة على شكل حرف "X" في حال تعرّضت الشّخصيّة للضّرب أو المرض، وعادةً ما تُرسَم الشّخصيات في فن المانجا بقلم الحبر الجاف، وغالبًا ما تكون معظم الشخصيات لها عيون كبيرة جدًا، أو تكون بعض أجزاء الجسم أو أطرافه غير متناسبة مع شكل الجسم، ولا ننسى كذلك أنّ فنّ الرّسم الياباني الذي يُستخدَم به فرشاة الألوان والخُطوط العريضة هو إحدى الطُّرق التي تُستخدَم في رسوم المانجا.^[٥]

أبرز أعمال المانجا

تُعدّ سلسلة الفتى آسترو "Astro Boy" من أضخم سلاسل المانجا اليابانية التي كتبها ورسمها أوسامو تيزوكا (Osamu Tezuka)، ورُتّب هذا العمل على شكل مُسلسل كرتوني استمر من عام 1952 إلى عام 1968، وتدور القصة حول الفتى آسترو الذي يُعرَف بأنّه طفل صغير ولكنّه "روبوت"، ولديه مشاعر إنسانية، وقد بيع الفتى آسترو إلى سيرك، لكن البروفيسور أوتشانوميزو (Ochanomizu) أنقذه من هذه العبودية، ليصبح بعذها آسترو ابنًا بديلاً لهذا البروفيسور الذي أنشأ عائلة روبوتية لآسترو وساعده على العيش حياةً طبيعيّة كغيره من الأطفال، ويُرافق هذا الصّبي مُغامرات جديدة في كُل حلقة،^[٦][٧] وفيما يأتي بعض أعمال المانجا الأُخرى:

هل هُناك فُنون أُخرى تُشابه فنّ المانجا؟

في الواقع هناك نوعان من الثقافة اليابانية التي تحظى بشعبيةٍ كبيرةٍ لدى العديد من الشباب حول العالم، وهي فن المانجا وفن الإينيمي، وتمثّلت هذه الفُنون برسوم كاريكاتورية وكوميكس حول العالم وبين الفئات العُمريّة المُختلفة، بدءًا من الأطفال ووُصولًا للبالغين، وهذه الرّسومات حملت بجُعبتها رسائل عميقة في الحياة، وتمثّلت هذه الرّسومات بالمجلّات والرّسوم المُتحركة التي تُبَث عبر القنوات الفضائيّة، وفي الواقع حازت هذه الرّسومات على تصنيفات أعلى من الأعمال الدرامية العادية.^[٨]